وقاحة ومهزلة ومسرحية العقوبات الاقتصادية على إيران
قارنوا يا عرب ويا عراقيين يا منكوبين منذ أن اجتاح فايروس الخميني الشرق الأوسط عام 1979 وحتى يومنا هذا الذي بتنا جميعاً في مركب واحد يشارف على الغرق لا قدر الله، وها نحن نقف على أطلال أمة تنهار أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً، قارنوا كيف كانت العقوبات المفروضة على العراق على مدى 13 عشر عاماً، والعقوبات المموهة لدغدغة مشاعر السذج من العرب من أجل ابتزازهم وحلبهم بحجة تقليم أظافر مخالب الاخطبوط الفارسي الشرير الذي بات يلتف حول أعناقهم، أو كما يشاع! وقف التدخل والتمدد المتمثل بممارسات ملالي جمهورية الشر الفارسية العنصرية الشوفينية
السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: هل توجد أوجه مقارنة ولو واحد بالمليون بين الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق وشعبه منذ آب 1990 وحتى عام 2003، ذلك الحصار الذي كان يمثل أبشع جريمة عرفها التاريخ البشري بحق شعب كامل، جريمة نكراء راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف طفل عراقي لا ذنب لهم، وتسبب في هجرة أكثر من 5 مليون عراقي جلهم من العقول والكفاءات الوطنية، طلباً للعمل من أجل الوقوف مع شعبهم ووطنهم في محنته ونكبته، والغريب في الأمر بل والمؤسف والمخزي أنهم.. أي العراقيين لم يستطيعوا العمل في أي دولة عربية أو إسلامية وعلى رأسهم دول الخليج الغنية التي كانت وما تزال توظف وتشغل ملايين الهندوس والبوذيين والأجانب من جميع دول العالم ما عدا العرب! لكنها أي دول الخليج كانت وما تزال أيضاً تستقبل وتستقطب أصحاب رؤوس الأموال والحرامية واللصوص وسراق وناهبي المال العام من العراقيين؟ بشهادة الجميع حصار العراق وشعبه كان الأقسى في تاريخ الشعوب، جعل البعض ممن لا يقوى على الهجرة وتحمل تبعات وتكاليف السفر للتخلص من آثار وجحيم الحصار أن بيع أحد كليتيه ليعيش بكلية واحدة من أجل إغاثة أطفاله وعياله، وهنالك عوائل عفيفة لم تعرف العوز والفاقة ومد اليد للآخرين اختارت وفضلت الموت على البقاء، ومن ثم تكللت تلك المحنة بفاجعة أبشع وأشنع.. ألا وهي حقبة الـ 15 عشر عاماً الأشد وطاةً حتى من ظروف الحصار الإجرامي نفسه بشهادة العراقيين أنفسهم، بعد أن صور الأمريكان وحلفائهم وأدواتهم للعراقيين عملية الغزو بأنها تحرير ونعيم ورفاهية وتقدم ورقي، ستجعل من العراق دولة فريدة وفي مصاف الدول المتقدمة كألمانيا واليابان، ونموذج فريد في الشرق الأوسط الجديد!!!؟ وها نحن كما نرى ويرى ويسمع العالم بأسره منذ عام 2003 وحتى هذه الساعة أصبحنا وأمسينا نعيش في دولة تتحكم بها عصابات ومافيات وذئاب ووحوش سادية إجرامية متعطشة للدماء والسلطة، ونظام سياسي وديني قرقوشي تجهيلي مبني على الدجل والجهل والخرافات، جعلوا من العراق أفشل دولة وفي ذيل الدول المتخلفة والمهمشة والممسوخة، 15 عشر عاماً تخللتها حروب واقتتال قومي عنصري وطائفي مذهبي حقير وقذر باسم محاربة الإرهاب والمظلومية! وخراب ودمار ونهب وسلب وتزوير ديمقراطي لإرادة شعب مخطوف حائر خائر بائس، واحتلال مركب، وحلف إيراني شيطاني-أمريكي-صهيوني-ماسوني
هل يصدق مجنون...! وليس عاقل بأن أمريكا ستفرض عقوبات اقتصادية مشددة لتحد من النفوذ والهيمنة والغطرسة والاجتياح الإيراني المتنامي في العالم وليس المنطقة فقط!؟ في حين هي من سلمتها العراق ومن ثم سوريا واليمن على طبق من ذهب، وهل هي حقاً جادة لوقف تدخلها في شؤون الدول!؟؟ وتريد أن توقف وتردع أذرعها ومخابراتها التي أمتدت خارج حدود الشرق الأوسط وبدأت تستهدف وتغتال كل من يعارض أو حتى ينتقد سياساتها وتدخلها في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وخاصة في أوربا. إن العقوبات المسّخرة المزعومة التي تتشدق بها الإدارة الأمريكية الجديدة وتهلل وتطبل لها ربيبتها إسرائيل ضد إيران ما هي إلا لذر الرماد في العيون واستغفال شعوب وحكومات الدول العربية القريبة والبعيدة منها على حدٍ سواء، إيران الشاه أو الملالي أو ما بعدهما.. باتت قوة عسكرية ضاربة في ظل الحصار ورفع شعارات الشيطان الأكبر والأصغر وطريق القدس يمر عبر كربلاء منذ 40 سنة، وغيرها من الأكاذيب التي تتاجر بها في مزاد التقية العلني، ويقف خلفها ويؤيدها ويدعمها بالسرالعالم العاهر الداعر والدول العظمى والصغرى كروسيا والصين وأمريكا وأوربا الغربية وحتى سلطنة عمان! الكل يضحكون ويبتزون ويخيفون ويحلبون العرب حلباً حوزوياً شيطانياً بحجة بعبع إيران وخطرها الداهم، إيران هذه الدولة المارقة التي أصبحت دولة نووية تصنع صواريخ عابرة للقارات وطائرات حربية وغواصات... في حين أصبحت الدول العربية من المحيط إلى الخليج دول واوية تستجدي الرعاية والعطف والحماية من أعدائها، وتشتري وتكدس الأسلحة الخردة مقابل ترليونات الدولارات، أما في العراق الجديد فالعصابات والنفايات الأمريكية-الإيرانية، يتم تدويرها كل أربع سنوات، وهرلاء مجتمعين لا يهشون ولا ينشون مجرد بيادق شطرنج، لا يجيدون إلا فن اللطم والسرقات وشراء وبيع المناصب وإرتكاب الفوحش ما ظهر منها وما بطن، وزرع الأحقاد والفتن ونشر الخرافات وإلهاء الناس بالمشي واللطم والدعارة على مدار العام
بالعودة إلى موضوع الحصار على الشعب العراقي بربكم... هل سمعتم يوماً ما بأن الأمم المتحدة قد أعفت أو استثنت ولو دولة عربية واحدة مجاورة أو غير مجاورة للعراق من قائمة العقوبات؟؟؟ ولو من الجانب الإنساني! على سبيل المثال السماح بإرسال العقاقير والأدوية أو إرسال المستلزمات المدرسية أو علاج المرضى في مستشفياتهم؟ ألم تتذكروا جميعاً فرية وإكذوبة منع العراق حتى من إستيراد أقلام الرصاص!!!؟ لأنها ممكن أن تستخدم في صناعة أسلحة الدمار الشامل!!! قارنوا بين كل تلك وهذه المصائب الحالية منذ عام 1990 مروراً بعام 2003 وحتى نهاية 2018 الحالي وما مرَّ به العراق على مدى 28 عاماً، بما يجري من مماحكات وتناغم وضحك ونصب واحتيال ومخاتلة بين إيران والغرب، وكيف يتم في نهاية المطاف إعفاء 8 دول من العقوبات المزعومة! ويتم بكل سفالة ووقاحة وصفاقة إستثناء أكبر دول العالم نفوساً من بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا من قائمة العقوبات والسماح لها بالتبادل التجاري مع إيران حبيبة أمريكا وإسرائيل... وللأسف ويا للخزي والعار والشنار.. ما زال البعض يصدق، ومازال قادة وزعماء العرب نيام أو ترقد عقولهم وضمائرهم في ردهات الإنعاش في حالة غيبوبة وموت سريري منذ أن تآمروا على العراق عام 1987 وحتى يومنا هذا، وللأسف مازالوا يتآمرون، وها هم باتوا يتوسلون بإيران وإسرائيل بالسر وبوساطة أمريكية كي يعترفوا بهم ويبقوهم على عروشهم!؟؟؟
No comments:
Post a Comment