أوروبا عاجزة عن نجدة ايران
تحدثت أمس عن المقال الذي كتبه الرئيس الإيراني حسن روحاني في جريدة "فاينانشيال تايمز" ويستغيث فيه بالدول الوروبية كي تهب لنجدة ايران في مواجهة العقوبات الأمريكية القاسية التي ستدخل حيز التنفيذ اليوم.
تحدثت أمس عن المقال الذي كتبه الرئيس الإيراني حسن روحاني في جريدة "فاينانشيال تايمز" ويستغيث فيه بالدول الوروبية كي تهب لنجدة ايران في مواجهة العقوبات الأمريكية القاسية التي ستدخل حيز التنفيذ اليوم.
ومن الواضح ان أوروبا تمثل بالنسبة لإيران الأمل الوحيد تقريبا المطروح امامها حاليا للالتفاف على العقوبات الأمريكية او على الأقل التخفيف من وطأتها الثقيلة. ولهذا، غير نداء الاستغاثة الذي اطلقه روحاني للدول الأوروبية، هرع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الى اجراء اتصالات هاتفية عاجلة مع كل من فيدريكا موجيريني مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية المانيا والسويد والدنمارك، ودعاهم الى الإسراع بتقديم "تطمينات" لإيران في مواجهة العقوبات الأمريكية، والإسراع بتطبيق "الآلية" التي وعدت الدول الأوروبية بتطبيقها. وهو يشير الى ما أعلنته الدول الأوروبية من عزمها اعتماد "آلية"معينة تتيح استمرار التعاملات الاقتصادية مع ايران بعد سريان العقوبات الأمريكية.
لكن، هل تستطيع اوروبا فعلا نجدة ايران في مواجهة عقوبات أمريكا؟
على الرغم من ان الدول الأوروبية أعلنت تمسكها بالاتفاق النووي، وانتقدت العقوبات الأمريكية، وتفكر في سبل لمواصلة التعاملات الاقتصادية مع ايران.. على الرغم من هذا، حقيقة الأمر ان أوروبا لا تستطيع ان تفعل الكثير لإيران، وليس بمقدورها نجدتها او تخفيف وطأة العقوبات عنها.
أسباب ذلك كثيرة.
أول واكبر هذه الأسباب أن الدول الأوربية لا تستطيع ان تفرض أي شيء على الشركات والمؤسسات المالية العالمية الكبرى فيما يتعلق بالتعامل مع ايران. هذه الشركات والمؤسسات لديها مصالح عالمية كبرى تمتد في كثير من دول العالم، ولا يمكن ان تضع نفسها في مواجهة أمريكا وتخضع لعقوباتها. وقد أعلنت أغلب هذه الشركات والمؤسسات بالفعل الغاء اتفاقيات سابقة مع ايران والانسحاب ووقف التعامل معها التزاما بالعقوبات الأمريكية.
ومع انسحاب هذه الشركات وعدم قدرة الدول الأوروبية على ان تفرض عليها التعامل مع ايران، فان الإجراءات الحكومية التي يمكن ان تلجأ اليها أوروبا دعما لإيران تبقى محدودة الأثر جدا. حتى فيما يتعلق بالنفط الإيراني، وعلى الرغم من أن أمريكا أعلنت منح استثناء مؤقت ل8 دول تستورد نفط ايران، الا ان التقارير تشير الى انه ليس بين هذه الدول دول أوروبية.
الأمر الآخر انه على الرغم من موقف أوروبا الذي ينتقد إدارة ترامب وسياساتها، وعلى الرغم من الخلافات المعروفة مع أمريكا حول قضايا كثيرة، فانه في نهاية المطاف لا يمكن لأوروبا ان تدخل في صراع مفتوح مع اٌلإدارة الأمريكية يتصاعد ويتفاقم من أجل ايران. هناك حدود لما يمكن ان تذهب اليه أوروبا في هذا الشأن.
أيضا يجب الا ننسى ان الدول الأوروبية لديها مصالح وعلاقات كبيرة ومتشابكة مع الدول العربية لا يمكن ان تضحي بها. وفي النهاية، أيا كانت المواقف الاوربية من ايران المتعلقة بالاتفاق النووي، فهي لا تريد ان تظهر كما لو كانت تدعم ما يمارسه النظام الإيراني من إرهاب وتخريب في الدول العربية، خصوصا انهم في أوروبا يعلمون جيدا تفاصيل الدور الإرهابي الاراني.
اذن، أوروبا لا تستطيع نجدة ايران ولا انقاذها.
لكن الأمر المهم هنا ان إصرار النظام الإيراني على محاولة الالتفاف على العقوبات عبر أوروبا او غيرها، هو تجسيد لحقيقة انه لا يفكر في تغيير سياساته ولا التخلي عن دوره الإرهابي التخريبي.
الطريق الى الغاء العقوبات واضح، وقدد حددته الإدارة الأمريكية في 12 مطلبا على ايران تلبيتها، وهي في اغلبها تتعلق بوقف الإرهاب الذي تمارسه ودعمها للجماعات والقوى الإرهابية.
لكن النظام الإيراني لا يريد حتى الاعتراف بدوره الإرهابي ناهيك عن التخلي يعنه. لن يفعل هذا الا اذا تم اجباره على ذلك، والعقوبات احد الوسائل الكبرى لتحقيق هذا الهدف.
No comments:
Post a Comment