ما الجديد في الموقف الأمريكي والدولي والإقليمي والعربي في مواجهة نظام الملالي محور الشر والراعي الأكبر للأرهاب في العالم! واكثر الأنظمة حقداً وبغضاً وعدائية تجاه دول الجوار العربي بممارسة سياسات ممنهجة لـلتوسع تحت شعار "تصدير الثورة" ووفق عقيدة "ولاية الفقيه" الطائفية ونهج البدع والاباطيل المتخلف المزعزع لاستقرار وامن المنطقة والعالم؟! فهل جاء رئيس الولايات المتحدة رونالد ترمب في خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم امس 26 أيلول/سبتمبر.
. بجديد غير ما دأب على ترديده في تصريحاته وما يقرأ في تغريداته الخاصة؟! وهل غيّر النظام الإيراني نهجه المرفوض وعدّل سلوكه المشين إزاء دول المنطقة، وهل تخلى عن سياسته التوسعية وتمدده السرطاني على حساب العرب وكف عن تهديداته ووعيده وادعاءاته من ان كامل المنطقة وحتى البحر المتوسط تابع للأمبراطورية الفارسية التي يحلم الملالي بإعادتها؟! وهل أوقف تدخله في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وانهى احتلاله بسحب قواته وحرسه وميليشياته من العراق وسوريا ولبنان واليمن؟! وهل امر اذرعه واتباعه وخلاياه من الكف عن العبث بأمن واستقرار دول الخليج العربي المجاورة؟! وهل ألتزم ببنود اتفاق فيينا النووي لعام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة لانه، حسب ترمب، أسوأ اتفاق، وهذا ما أوصل الصراع الى هذه الدرجة الساخنة وضاعف من معاناةّ شعوب ايران بعودة وفرض عقوبات اشد! وهل جمدّ نظام الملالي نشاطاته السرية وسعيه المحموم لتصنيع السلاح النووي؟! وماذا عن ترسانته التسليحية وبالأخص الصاروخية ونشر منظوماتها في اكثر من بلد وتزويد بعض المليشيات بعدد من الصواريخ! وهذه الأنشطة تكلف شعوب ايران اكثر من نصف الموازنة السنوية ما عدا ما يصرف على تمويل الإرهاب والمليشيات ودعم النظام السوري وحزب نصرالله في لبنان والحوثيين في اليمن وخلاياه في دول الخليج العربي وحتى شمال افريقيا إضافة الى أفغانستان وباكستان؟! وهل ضمن المجتمع الدولي والعالم الصناعي عدم اقدام ملالي ايران على تنفيذ تهديداتهم بغلق مضيق هرمز في البحر العربي وباب المندب في البحر الأحمر لمنع عبور النفط العربي للعالم لاسيما وانهم، ولأثبات جديتهم، قام الحوثيون الشهر الفائت بأطلاق صاروخ إيراني على ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر على مقربة من باب المندب، واستهداف طائرة إماراتية بطيارة مسيّرة؟!
تساؤلات تجددت اثارتها عشية لقاء الرئيس الأمريكي ترمب مع أعضاء مجلس الامن وألقاء خطابه الذي احتل الموقف من ايران الجزء الأكبر منه على ممثلي دول العالم في الدورة الحالية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وما قيل عن احتمالات لقاء ترمب مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، لاسيما وان تداعيات خروج واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات السابقة وفرض عقوبات جديدة كانت حزمتها الأولى مؤثرة على الصعيدين الخارجي والداخلي فكيف اذا ما فرضت الحزمة الأشد قريباً!، اذ فشل الرهان الإيراني على الاوربيين الذين، رغم الإعلان عن ألتزامهم بالاتفاق النووي، لم يستطيعوا اجبار كبريات الشركات من الانسحاب او تجميد اعمالها او ألغاء عقودها مع الجانب الإيراني خشية ان تطالها، وفق التهديد الرسمي الأمريكي، العقوبات اسوة باي طرف دولي يحاول الالتفاف عليها في التعامل مع ايران اقتصادياً، كما تخيفها التفاهمات المصلحية بين الروس والامريكان المتوقعة من استمرار دعم الحليف الروسي لاسيما وان الروس ايدوا الامريكان في مطلب خروج ايران كلياً من سوريا؟!!وشهدت العواصم الأربع التي تتباهى ايران باحتلالها تراجعات اذ ازداد الرفض الشعبي لاتباع طهران في سلطة بغداد، ورغم وجود سليماني ولقاءاته المكثفة لم يستطيعوا الى اليوم تشكيل حكومة موالية او تنصيب رئيس البرلمان فـ (محمد الحلبوسي) اشترى منصب رئاسة البرلمان بـ 30 مليون دولار؟! وفي سوريا رغم الدعم الروسي فان الوجود الفارسي غير مرغوب فيه وقد سحبوا عدداً من قواتهم، وكذا الحال في اليمن اذ تشهد جبهة الحوثيين تراجعات يومية! ولم تكن المغرب او الجزائر او تونس او مصر قد طردت عدداً من الدبلوماسيين الإيرانيين وانما تكرر ذلك من قبل دول أخرى، ولعل الاحدث الإجراءات الماليزية الصارمة لمنع التمدد الطائفي الإيراني حفاضاً على مواطني هذا البلد المسلم؟!وفي الداخل الإيراني طفا على السطح خلاف الحرس الثوري مع جماعة الرئيس روحاني رغم التكتم الشديد! وتفاقمت الأوضاع العامة سوءاً اذ اغلق بازار طهران لفداحة الخسائر المالية وانحدر سعر الريال الإيراني ليصل اليوم الى اكثر من 180 ألف للدولار الواحدة، كما نسب البطالة والفقر في ارتفاع مخيف، وتعدت مطالبات الشارع الإيراني سقف تحسين الأوضاع المعاشية والاقتصادية الى المطالبة والهتاف بسقوط نظام الملالي وسقوط ولاية الفقيه! مع تمزيق صور خميني وخامئي وروحاني! وفقدت المرجعيات وممثلي الولي الفقيه قدسيتها (!) وتعرضت مقراتها ومكاتبها في اكثر من محافظة وبالأخص في طهران والمدن الدينية، قم ومشهد ونجف آباد للاحراق والتخريب، وتزامن ذلك مع احراق البصريين القنصلية الإيرانية ومقرات الأحزاب التابعة لإيران، وعلت هتافاتهم "ايران بره بره.." اما مدن الكرد والتركمان والبلوش والاذريين والعرب الاحوازيين المضطهدة من قبل الفرس فقد تواصلت فيها التظاهرات التي تخللتها مواجهات مع سقوط عدد من الضحايا، ووصل التحدي بابناء الاحواز الابطال القيام بالهجوم المسلح على المنصة الرئيسية للاستعراض العسكري في 22/9 في ذكرى حرب الثمان سنوات العدوانية على العراق سقط خلاله العديدون ولاذ العسكر وعناصر الحرس والباسيج بالفرار؟! ليعترف المسؤولون الامنيون عن هشاشة الوضع الأمني الذي اخترق بسهولة ارعبت الملالي؟!
خطاب ترمب في الأمم المتحدة لم يأت بأي جديد في الموقف الأمريكي في مواجهة النظام الإيراني وسياساته المزعزعة لامن وسلام واستقرار العالم والمنطقة، ونهجه الشرير الداعم للارهاب حتى وبعد ان اكد الرئيس الإيراني روحاني في خطابه في الجمعية العمومية على تمسك ايران بموقفها، أي عدم الاستجابة للشروط الامريكية الـ12 مع تأكيد بقاء قواتهم في سوريا واحتلالهم العراق وتحكمهم بلبنان واليمن؟! فالموقف الأمريكي يهدف، من خلال الضغط بالعقوبات، الى اجبار نظام طهران الى التفاوض حول اتفاق جديد يتعدى الملف النووي ليشمل كل الاهتمامات والانشغالات الدولية والإقليمية حول سياستها وانشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وسلوكها الشرير مع جيرانها؟! وحتى التهديد بعقوبات مشددة وغير مسبوقة اعتبرها روحاني من باب الاستفزاز لا اكثر، اذ لا جديد لدى ترمب ولا عقوبات غير المعلنة على حد تصريح روحاني! ويبدو ان ملالي ايران مقتنعون من ان هذا هو اقصى ما بيد ترامب وادارته، اما الامريكان وحسب تصريحات برايان هوك المبعوث الأمريكي للشأن الإيراني في حواره مع الشرق الاوسط الأسبوع الماضي.. فان نظام الملالي سيذعن في نهاية المطاف ويوقع على اتفاق جديد شامل لكل مشاغل الاخرين من أنشطة وسياسات طهران ويذكّر بان طهران كانت قد ماطلت في التفاوض بشأن نشاطها النووي بعد فرض عقوبات عليها عام 2006 ولكنها عادت للجلوس الى طاولة المفاوضات عام 2013؟! ولم ترد في خطاب ترمب حتى مجرد إشارة لتغيير النظام مع الاعتراف بانه منبوذ من الشعوب الإيرانية، اذ انهم تركوا مصيره للايرانيين المتأهبين للانفجار بوجه نظام الملالي؟! التطور الملفت للنظر (والذي سنفرد له، للاهمية، مقالاً خاصاً)ما شهدته أروقة الأمم المتحدة على هامش الدورة الحالية للجمعية العمومية من انعقاد مؤتمر "متحدون ضد ايران" شارك فيه من البارزين والأكثر تحمساً سفير الامارات المتحدة يوسف العتيبة الى جانب السفير السعودي ورئيس الموساد الإسرائيلي والذي حضره عادل جبير وزير خارجية السعودية؟!!؟ ويهدف الى زيادة الضغوط على النظام الإيراني لتعديل سلوكه وتجنب مخاطره؟!! وهذا المؤتمر بالتأكيد وراءه الولايات المتحدة لدعم موقفها من ايران ولخدمة مدللتها إسرائيل! ولكنه بكل تأكيد لصالح الكيان الصهيوني اذ سيزيح المتصهينون من العرب ورقة التوت المهترئة التي يظنون انها تخفي عورتهم في عمالتهم وعلاقتهم بال صهيون وكيانهم المغتصب للحق العربي!، ومؤتمر كهذا لن يضر ايران بقدر ما سيرفع من أسهمها شعبياً على صعيد الشارعين العربي والإسلامي ولدى شعوب ايران؟!لان الاستعانة بتل ابيب للقضاء على نظام طهران سيقوّي نظام الملالي ويعطي لشعاراته عن فلسطين والقدس مصداقية رغم زيفها ورغم ما بين طهران وتل ابيب من علاقات وتعاون ازداد في ظل نظام الملالي الاسلاموي؟! نخلص الى ان الموقف الأمريكي لايرقى باي شكل من الاشكال الى جريرة نظام الملالي والى استهتاره بحق البلدان العربية المجاورة، وتمدده واحتلاله، وباعتراف مسؤوليه، 4 عواصم عربية، والخراب والدماء التي اريقت، ومازالت، في العراق وسوريا واليمن وفي اكثر من بلد عربي إضافة الى ممارسته ودعمه للارهاب وللمنظمات والمليشيات الإرهابية، واضطهاده لشعوب وقوميات ايران غير الفارسية، ولا غرابة في ذلك فأمريكا هي من كانت وراء أفعال ايران بعد ان مكنتها واطلقت يدها في المنطقة، فلا رهان على إدارة ترمب، ولا امل لشعوب المنطقة في الخلاص من الطوفان الفارسي الحاقد والمعادي الا على يد الشعوب التي لن يطول صبرها اكثر مما مضى، فكل المؤشرات تؤكد ان نظام الملالي في انحدار الى نهايته على يد شعوب ايران، وكل الأنظمة التابعة والممائلة.
No comments:
Post a Comment