الحشد الشعبي... "دوللي" الحرس الثوري الايراني
يتذكر الراسخون في العلم كيف استنسخ العلماء النعجة (دوللي) من خلايا حيوان آخر دون الحاجة الى عمليات التلقيح الطبيعي او الصناعي ودخلوا التاريخ من اوسع أبوابه. ويبدو ان (علماء الملالي) أرادوا ان يدخلوا من ذات البوابة ليكونوا بمصاف علماء العالم الذين قدموا للبشرية فوائد جمه يشهد لها التاريخ وستبقى قائمة على مر العصور. الا ان (علماء الملالي) يطمحون الى اضاءة الكون بمصابيح سوداء لا تراها الا الرؤوس الخاوية، ولن يتقبلهم التاريخ الا في مزبلته.
يدعو ملالي ايران الى تطبيق فكرة الحرس الثوري الايراني في البلاد العربية على غرار ما حدث في ايران بعد استلام المقبور الخميني السلطة في شباط 1979، حيث شكلوا الحرس الثوري الذي هو ذراع الملالي الطويلة ليس داخل ايران حسب، انما تمتد الى كافة البلاد العربية، بل حتى الاجنبية. حيث يؤكد المسؤولون الايرانيون دوما على استعدادهم لمساعدة البلدان التي يعملون فيها بالخفاء والعلن.
ركز الملالي كل جهدهم عل تحويل مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية إلى حرس ثوري، على غرار التجربة الإيرانية. وقد راحت قوة "الحشد" تتنامى عسكريا وسياسيا وازدادت طموحاتها لتكون أكثر من كونها مليشيات طائفية، حيث يريدون الآن حكم العراق، ومن ثم... حكم الوطن العربي لانهم بدأوا يصبحون قوة فتاكة باعتبارها ذراع إيران الحديدية في المنطقة.
إن دعم إيران للنعجة (دوللي الجيش الشعبي) يأتي من أجل تحويلها الى مؤسسة عسكرية معترف بها. وهذا ما حصل بالفعل، حيث اصبح لها ميزانية مالية اضخم من ميزانية الجيش، وتأتمر بأوامر المجرم قاسم سليماني وذيوله. مما اتاح لها زعزعة كيان الحكومة واضعاف دورها في حكم العراق، وبالتالي ازدادت طموحات قادة الحشد الشعبي. وهذا ما اكدته طموحات المجرم هادي العامري ليتولى منصب رئيس وزراء العراق. يا للمهزلة!
مما لا شك فيه ان الراعي الرسمي (لدوللي الحشد الشعبي) هو قاسم سليماني الذي عجزت حكومة حزب الدعوة من منعه من الظهور علنا على اراضي العراق، لانه يعتبرها السهول الخضراء التي يرعى فيها قطيعه. ويأتي هذا تأكيدا لهيمنة إيران على كل العراق الذي اصبح في الواقع محافظة إيرانية دون ادنى شك.
يقول محسن رفيق دوست، وهو قائد سابق للحرس الثوري الإيراني، ان الغاية من استنساخ الحرس الثوري الإيراني في العراق هو لخوض معارك داخلية وخارجية. وتأتي تدخلات إيران في كل من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن تأكيدا لتلك المقولة، بل ان تدخلاتهم تعدت هذه الدول الاربع ووصلت الى الكويت والبحرين والسعودية والليبية والمغربية. وقد ظهر هذا جليا في تهديدات قادة مليشيات الحشد الشعبي امثال آوس الخفاجي وواثق البطاط وزعيم مليشيا بدر، المجرم هادي العامري لدول الخليج غيرها من الدول العربية.
إن تنامي (دوللي الحشد الشعبي) وتطورها سيتخذ اشكالا عديدة سرعان ما ستنتشر في ربوع الوطن العربي ما دام ملالي إيران يسعون لتحقيق حلم صنمهم الأكبر (المقبور الخميني) بتصدير الثورة الى العالم.
على المجتمع العربي ان يعي خطورة (دوللي)، لانها اصبحت تكبر وتتنامى لتصبح حماراً خطراً يظن نفسه ذئباً، فلا بد من درء الخطر قبل فوات الآوان.
No comments:
Post a Comment